بلدي نيوز – (صالح أبو اسماعيل)
دعا ناشطو الثورة والمدنيون في الشمال السوري الفصائل الثورية للوحدة في مواجهة العدوان الروسي الإيراني إضافة لقوات النظام، التي تقدمت في ريف اللاذقية وريف حلب الجنوبي والشمالي، وسيطرت على مساحات واسعة ومهمة في تلك المناطق، وأطلقت على هذا الأساس مبادرتين إحداها مبادرة "طلبة العلم" والأخرى من "جبهة النصرة"، فماهي الأمور التي منعت وحدة الفصائل؟
لعل أهم هذه الأمور عدم قبول طلب "جبهة النصرة" فك ارتباطها بالقاعدة، ما دفع كثير من الفصائل لرفض الوحدة معها ع الرغم من ضرورته، ويرى الناشط الإعلامي معاذ العباس أن الفصائل واحدة، وهي عدم فك الارتباط بالجهات الداعمة، وقال لبلدي نيوز: "سوف أتكلم عن وجودي بين عناصر هذه الفصائل وأيضاً أمرائها، فالسبب بعدم التوحد هو أن كل فصيل يريد من الآخر أن يفك ارتباطه بأجندته الخارجية ولا يرى ارتباطه، وينطبق عليهم المثل القائل يرمي الناس بالحجارة ومنزله من زجاج، وأعني جميع الفصائل بلا استثناء".
وأضاف: "أجزم بشكل قطعي أنه لن يكون هناك توحد واندماج كلي وإن تم التوحد فسيكون عبارة عن غرف عمليات باجتماع هذه الفصائل، سواء كان عسكرياً أم قضائياً أم غيرها من الأمور الإدارية، بسبب الدول المختلفة التي تتبنى الفصائل".
وأيده الناشط الإعلامي أحمد نور، حيث قال لبلدي نيوز: "ما يمنع وحدة الفصائل في الشمالي السوري في المرتبة الأولى هو تعدد جهات الدعم التي شتت الفصائل وفرقتها ليكون لها أذرع عديدة على الأرض تضمن مصالحها ووجودها في المعركة وليس من مصلحتها أن تتوحد هذه الفصائل تحت راية واحدة وتخسر أجنداتها".
وكانت مجموعة من "طلبة العلم" والمثقفين والشخصيات المستقلة أخذت على عاتقها مسألة التنسيق بين الفصائل بمبادرة كشفها حساب أحد الناشطين يدعى "مزمجر الشام" وقال بأنهم التقوا مع قادة كبرى الفصائل بينهم "جبهة النصرة"، غير أن هذه المبادرة لاقت بعض العقبات منها الاشتراط على الجبهة فك الارتباط بتنظيم القاعدة، في حين طالبت الجبهة من الفصائل تحديد موقفها من مؤتمر الرياض شرطاً للتفاوض حول الوحدة.
وبالتزامن مع هذه المبادرة أصدرت "جبهة النصرة" مبادرة أخرى لوحدة فصائل "جيش الفتح" فقط، دون غيرها وارتكزت على عدة نقاط، أبرزها: "تحكيم الشريعة، ورفض العملية السياسة، وحماية المهاجرين، وتوحيد الإمارة والقضاء"، وذلك وفقاً لكلام نسب لقائد "جبهة النصرة" أبي محمد الجولاني.
وعلى هذا الأمور توقفت المبادرتين في ظل المطالب الملحة من المدنيين والناشطين بالوحدة، من خلال المظاهرات واللافتات المرفوعة، والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة تقدّم قوات النظام ميليشياتها وتصعيد القصف الروسي ووقوع مجازر عدة في الشمال السوري.